جمعية رواد

نحو نهضة اجتماعية جديدة بقيادة الشباب والعمل التطوعي

في زمن تتقاطع فيه الأزمات الاقتصادية مع التحولات الاجتماعية، ويشتد فيه الإحساس بعدم المساواة، تبرز الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى منظومات مدنية مواطِنة، تملك الجرأة والوعي الكافي لصناعة الفرق. من هذا الوعي العميق، ولدت الجمعية المغربية لرواد التنمية، المعروفة اختصارًا بـ"رواد"، كمشروع نهضوي متكامل، لا يكتفي بتقديم الدعم، بل يُؤسس لفكر جديد في العمل الجمعوي.

من العمل الخيري إلى العمل التنموي

تُعرّف جمعية رواد نفسها لا كجمعية خيرية، بل كـحاضنة للرؤية المجتمعية الواعية، وكمختبر دائم للأفكار والمشاريع التي تهدف إلى نقل الفئات الهشة من وضعية الاتكال إلى وضعية الإنتاج والمشاركة.

ولعلّ ما يُميز رواد هو أنها لا تطرح نفسها كفاعل فقط، بل كمنصة مفتوحة لجميع الشباب المغربي، ليكونوا هم صُنّاع الحلول، ومهندسي التغيير في بيئاتهم ومجتمعاتهم المحلية.

رواد كمنارة للمبادرات الشبابية

كل مشروع تنموي في جمعية رواد هو دعوة مفتوحة للشباب المغربي ليقترح، يشارك، ويقود. فالشاب في رواد ليس مجرد متطوع، بل يمكن أن يكون:

  • صاحب فكرة مشروع

  • منسقًا ميدانيًا في إحدى القرى

  • مشرفًا على ورش تكويني

  • أو حتى قائدًا لفريق بأكمله

من خلال هذه الرؤية، تتحول الجمعية إلى مدرسة ميدانية للقيادة المجتمعية، حيث يتعلم فيها الشاب مهارات التخطيط، الإدارة، التنسيق، والتواصل، ويصنع من خلالها أثرًا ملموسًا في حياة الناس.

مشروع مجتمع... وليس مجرد جمعية

حين ننظر إلى مشاريع “رواد” المنتشرة في مجالات الكفالة، الصحة، التعليم، التكوين المهني، ريادة الأعمال، والماء والسكن، ندرك أنها لا تستهدف الأفراد فقط، بل تسعى لتأهيل البيئة ككل: الأسرة، المدرسة، الحي، والقرية.

إن كل تدخل من الجمعية هو لبنة في مشروع مجتمعي أكبر يهدف إلى:

  • تجفيف منابع الفقر من الجذور

  • تحفيز قيم الإنتاج بدل الاستهلاك

  • ربط التضامن بالتنمية لا بالإحسان

  • بناء جسور دائمة بين المتبرعين والمستفيدين

منصة وطنية للعمل الجمعوي الجديد

إذا كانت المدن الكبرى تتوفر على موارد وفرص، فإن “رواد” تسعى لأن تكون صوتًا للوطن العميق: البوادي، الجبال، الدواوير، حيث لا يصل الضوء دائمًا، ولكن يولد الأمل حين يتطوع شباب هذه المناطق في خدمة مجتمعهم.

وهنا، تتجلى قوة النموذج الذي تقدمه رواد: نموذج قابل للتكرار في كل مدينة وقرية، حيث يمكن لأي مجموعة من الشباب أن تنشئ فريقًا محليًا تحت مظلة الجمعية، وتبدأ مشروعها الخاص بدعم تقني وإداري ومؤسساتي.

الانخراط في روح النهضة

الانضمام إلى جمعية رواد ليس مجرد توقيع على استمارة، بل هو انخراط في رؤية:

“رؤية ترى في العمل التطوعي وسيلة للتربية على المواطنة،
وفي المشاريع المجتمعية فرصة لتكوين القادة،
وفي خدمة الفقير… استثمارًا في بناء أمة متماسكة.”

جمعية رواد للتنمية: رؤية جديدة لصناعة الأثر الاجتماعي

في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها المغرب، ظهرت الحاجة إلى مقاربات مبتكرة للعمل الجمعوي تتجاوز المفهوم التقليدي للإحسان، لتتجه نحو بناء الإنسان وتعزيز قدرته على الاستقلال والمساهمة. من رحم هذه الرؤية، وُلدت “الجمعية المغربية لرواد التنمية”، المعروفة اختصارًا باسم “رواد”، لتشكل نموذجًا حديثًا للعمل المجتمعي المؤطر، القائم على الشراكة والتكامل.

غاية تأسيس "رواد": من المساعدة إلى التمكين

انطلقت جمعية رواد من إيمان مؤسسيها بأن العدالة الاجتماعية لا تتحقق إلا بتكافل واعٍ، يرتكز على الكرامة الإنسانية، وأن أفضل وسيلة لمحاربة الهشاشة ليست فقط في تقديم المعونة، بل في إعادة بناء الإنسان ودعمه ليصبح فاعلًا في تحسين وضعه.

لهذا، تسعى الجمعية إلى تحقيق هدف استراتيجي يتمثل في ضمان كفالة شاملة للأسر المعوزة، عبر منظومة تدخلات تغطي الجوانب الصحية، التعليمية، الاقتصادية، النفسية والاجتماعية. فلسفة “رواد” تنطلق من زاوية 360°، حيث لا يتم الاكتفاء بدعم مؤقت، بل تُصمم البرامج والمشاريع وفق منهج تكاملي ومتكامل يراعي خصوصيات كل أسرة.

كيف تختار "رواد" مشاريعها؟

ما يميز جمعية رواد ليس فقط أهدافها، بل منهجية اشتغالها. إذ تعتمد الجمعية على ثلاث ركائز أساسية في اختيار وتفعيل مشاريعها:

  • تشخيص ميداني واقعي: تُبنى كل مبادرة على قراءة دقيقة لحاجيات الأسر المستفيدة والمجتمع المحلي.

  • مقاربة تشاركية: يتم إشراك الفاعلين المحليين، والمستفيدين أنفسهم، في تصميم المشروع وتنفيذه، مما يضمن الاستدامة والملكية المجتمعية.

  • القياس والتقييم المستمر: تعتمد الجمعية أدوات رقمية وتقارير شهرية لتتبع الأثر، وتصحيح المسارات عند الحاجة.

ومن بين المشاريع الرائدة التي أطلقتها الجمعية:

  • بسمة يتيم: برنامج كفالة الأيتام.

  • إنسان: دعم الأسر الهشة.

  • شفاء: تغطية صحية للأسر.

  • عِمْران: الدعم المدرسي والتكوين.

  • نواة: تمويل مشاريع مدرّة للدخل.

  • غيث: حفر الآبار وتوفير الماء القروي.

  • إعمار المساجد ومأوى ورواد الجود وغيرها من المبادرات.

كيف يمكن الانخراط أو المساهمة؟

توفر الجمعية للراغبين في المساهمة عدة سبل، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات:

  • الانخراط كعضو نشيط: عبر ملء استمارة على موقع الجمعية أو في مقرها، مع المرور بمراحل استقبال وتوجيه ثم دمج داخل أحد الفرق أو المشاريع.

  • المساهمة المالية أو العينية: سواء عبر التبرع المباشر أو دعم مشروع محدد ضمن برامج الجمعية.

  • اقتراح مشروع جديد: تتيح الجمعية للأعضاء طرح أفكارهم وتحويلها إلى مبادرات قائمة، مع مواكبة من المكتب التنفيذي.

  • التطوع بالمهارات أو الوقت: في الميدان، أو في التنسيق، أو في المساعدة التقنية والتكوينية.

المغرب بحاجة إلى رواد... في كل حي وقرية

إن الجمعية المغربية لرواد التنمية ليست فقط اسمًا على لافتة، بل حركة هادئة تبني من تحت، وتُراكم الإنجازات، وتؤمن أن المستقبل لا يُنتظر، بل يُصنع بصبر وإيمان.

لا تسعى فقط لتلبية حاجات لحظية، بل لتكون منصة لإطلاق جيل جديد من المبادرات المجتمعية الهادفة، التي تؤمن بأن كل فرد يمكن أن يكون صانع تغيير.

فـ”رواد” ليست مجرد جمعية، بل رؤية تنموية شاملة، تهدف إلى بناء مجتمع قوي بتضامنه، راقٍ بقيمه، ومتماسك بأفراده.

وإذا كنا نؤمن بنهضة هذا الوطن، فلنكن كلنا… من روادها.